كلنا نعلم نبات الحناء، ولكن الكثير منا لا يعلم دوره في عالم الطب والعلاج، فالحناء هي الصبغة الأشهر للشعر، وهي النبات الأساسي عند العروسين في العادات العربية القديمة والحديثة، حيث تحتل الحناء ليلة العرس كعنصر أساسي، ولكنها تستخدم في العلاج الطبي أيضا، فما هي فوائد "الحناء" في الطب النبوي؟، وماهي الاستخدامات العلاجية والطبية لهذه النبتة، وهل اعترف بها الطب الحديث، هذا ما سيتناوله هذا المقال.
فوائد الحناء في الطب النبوي
تعد شجرة الحناء هي الشجرة الأهم في عالم التجميل عند القدماء، وقد تعرض الطب النبوي لفوائدها في هذا النحو، حيث ورد عن النبي صلى الله وسلم أنه نصح أصحابه بتغيير الشيب بالحناء.
حيث قال (ص): إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم" حديث صحيح رواه الترمذي.
ولكن فوائد "الحناء" في الطب النبوي تجاوزت علوم التجميل، حيث ورد:
عن علي بن أبي رافع، عن جدته سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنها قالت: "كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء" رواه الترمذي بإسناد حسن، كما روى أيضا عنها أنها قالت أن الرسول (ص) ما كان أحد يشتكي له وجعا في قدميه إلا نصحه بأن يخضبها، أي أن يضع عليها الحناء.
أي أن هذه الشجيرة كانت تستخدم عند المسلمين الأوائل، كمسكن للألم أيضا، وعلاج الصداع وألم الرأس، كذلك فقد ورد عن المسلمين استخدام الحناء في علاج حروق النار، وقروح الفم عن طريق مضغها، كما ذكر "بن القيم" أن المسلمين الأوائل كانوا يستعملون الحناء للضماد، والعلاج من الأورام الملتهبة الحارة، كما ذكر بن القيم استعمالها في علاج البثور، أما العالم المسلم الطبيب "بن سينا" فقد نصح باستعمال الحناء لعلاج البرص والرئية، وكذلك في التئام الحروق وأيضا الجروح، كما ذكرت في "تذكرة داود" فوائد الحناء في تفتيت حصاوي الجهاز البولي.
فوائد الحناء في الطب الحديث
كانت الدراسات الحديثة على نبات الحناء بمثابة شهادة للإعجاز العلمي في الطب النبوي، حيث جاءت الدراسات التي تم نشرها في مواقع أمريكية، تؤكد الاستخدام الطبي والعلاجي للحناء في الحالات التالية:
- قتل بعض الميكروبات والجراثيم، لذا فإن استخدامها في الالتهابات وارد، وتم فعلا استخلاص بعض مضادات البكتيريا من الحناء، وذلك في بريطانيا من خلال براءة اختراع.
- كما ورد في موقع Plant cultures أن للحناء فوائد في خفض ضغط الدم، والحد من سرعة نبضات القلب، حيث أنها سريعة الامتصاص في الجلد، إذ وجدوا أن بول الإنسان يتلون بلون الحناء.
- بعد عدة سنوات من التجارب العلمية والعملية، وجد الدكتور "حسين الرشيدي" وهو طبيب وباحث في جامعات أمريكا، أن الحناء التي ذكرت في الطب النبوي هي نبات سحري له تأثير علاجي هام، ضد الحروق والجروح وعلاج البثور ووقف نزيف الأنف.
- كما وجد للحناء أيضا تأثير على مقاومة الفيروسات، ودخلت في علاج مرض الإيدز الخطير.
الحناء في عالم التجميل
عرفت الحناء كنبتة هامة لصحة الشعر منذ قديم الأزل، ومازالت النساء تلجأ إليها لتقوية الشعر أو صباغته، ومحاربة تساقطه، كما تحارب الحناء قشر الشعر وتزيد من نعومته وقوته حيث تمنع تقصفه، ولا يقتصر دور الحناء في التجميل على جمال الشعر فقط، فكان لها دور أيضا في تقوية الأظافر وتعقيم الجلد المحيط به، ومنع دخول الجراثيم، كذلك فإن للحناء دور في منع الخطوط الظاهرة على الجلد والناتجة عن تقدم العمر، فقد تعالج علامات تقدم السن من اليد والأرجل وتقضي على التجاعيد أو تساهم في تخفيف آثاره، لما في الحناء من مضادات للأكسدة.
فوائد لا تتوقعها عن الحناء
للحناء عدد كبير من الفوائد الهامة التي يكون منها علاج التهابات الرأس وتغذية الشعر، بالإضافة إلى قدرة الحناء على التخلص من القشرة وحشرات الشعر، كما تعمل الحناء بحسب الدراسات الحديثة على أنها تقلل من إفراز العرق إذا ما قد تم استعمالها تحت الإبط، فضلا عن ما تعمل عليه من علاج الجروح والمساعدة في علاج الحروق والتخلص من الآثار المترتبة عليها من التهاب الجلد وتغيير لونه.
أكتب تعليقك واستفسارك عن الموضوع